تحميل كتاب لماذا تتحارب الأمم: دوافع الأمم في الماضي والمستقبل لــ ريتشارد نيد ليبو


تحميل كتاب لماذا تتحارب الأمم: دوافع الأمم في الماضي والمستقبل  لــ  ريتشارد نيد ليبو







نبذة عن كتاب لماذا تتحارب الأمم: دوافع الأمم في الماضي والمستقبل  لــ  ريتشارد نيد ليبو

تاريخيًا، هناك أربعة دوافع عامة حدت بالدول إلى الحرب، وهي : الخوف، والمصلحة، والمكانة، والانتقام. وباستخدام مجموعة بيانات أصلية، يدرس المؤلف توزيع الحروب عبر ثلاثة قرون ونصف القرن، ويجادل بانه - لم تكن سوي نسبة ضئيلة من تلك الحروب مدفوعة بالأمن او المصالح المادية. وبدلا من ذلك، فقد نجمت أغلبية الحروب بسبب السعي إلي تحقيق المكانة، وبسبب الانتقام، أي محاولة الثأر من دول نجحت في السابق في الاستيلاء علي أراضي الدولة البادئة. ويؤكد المؤلف أن أيا من هذه الدوافع لا يمكن اليوم تحقيقه علي نحو فعال عن طريق الحرب - بل صار غير مجد علي نحو متزايد - وأنه يوجد اعتراف متزايد بهذه الحقيقة السياسية. ويسمح تحليله بطرح تنبؤات أشد تفصيلا وأكثر إقناعا حول مستقبل الحرب، فضلا عن تسليط الضوء علي المجالات التي تكتنفها الشكوك. 

رأي Mostafa Samir  في كتاب لماذا تتحارب الأمم: دوافع الأمم في الماضي والمستقبل  لــ  ريتشارد نيد ليبو

الكتاب جيد بشكل عام، ويقدم تحليلات منطقية لأسباب ودوافع الحروب فى فترات مختلفة من التاريخ. ولعل أفضل ما فى الكتاب هو التقسيم الذي قدمه لدوافع الحروب ؛ فقد قسمها فى أربع فئات وهي : المكانة، الانتقام، المصلحة والأمن. وهو تقسيم له وجاهته من الناحية النظرية وكذلك من الناحية العملية، وهذا هو محور الجزء الأول من البحث وهو كيف تمكن هذا التقسيم من تفسير مجموعة الحروب من 1648 إلى 2008 ميلادياً التي يتناولها البحث.

إشكالي مع الكتاب هو فى الجزء الثاني من البحث والذي يتنبأ بمستقبل الحرب فى العالم بناء على دراسة مدى تأثير الفئات الأربعة من الدوافع فى المستقبل وموقف القادة و العامة منها.
يُقدم الكاتب هذا الجزء على أنه عن مستقبل الحرب فى العالم بأكمله، ولكن أرى أنه من الأصح أن يُقدم هذا الجزء على انه مستقبل الحرب بين الولايات المتحدة وأوروبا (وروسيا والصين ربما) فقط.

طوال قراءة هذا الجزء من البحث، ولمعرفتي بأن البحث قد نُشر فى 2010، حاولت قياس مدى صحة هذه التنبؤات بإسقاطها على حروب أو عمليات عسكرية فى الفترة من بعد نشر البحث إلى الآن ، والمثال الأكثر حضورا ُ فى ذهني كان داعش وعملياتها العسكرية.

وبأخذ داعش كمثال، سأذكر نقطة واحدة فقط أوضح بها مقصدي بأن هذه التنبؤات تصلح لمستقبل الحرب بين الولايات المتحدة وأوروبا فقط وليس العالم بأكمله :

يبرهن الكاتب إحصائيا ً فى الجزء الأول من البحث بأن المكانة هي الدافع الأكثر شيوعا ً للحروب ، فمن ضمن مجموعة البيانات التي درسها كان 58% من الحروب مدفوعا ً بالسعي وراء المكانة والشرف. ويجادل الكاتب فى الجزء الثاني بأن الحروب بدأت تفقد قدرتها على تحقيق المكانة من بعد الحرب الباردة و ستستمر فى فقدانها فى المستقبل. أحد الأسباب التي يسوقها على هذا الجدال هو العلمنة، بمعنى أن الجماهير أصبحت تتجه لرفض فكرة الإله وفكرة حياة الآخرة، ويقول بأن حتى من يؤمنوا بوجود إله لا يؤمنوا بمفهوم الحياة الآخرة ، وبالتالي فإن الجماهير قد فقدت ذلك الاعتقاد بأنه لو قٌتل أولادهم فى الحرب فسيلاقونهم فى الحياة الأخرة، وبالتالي تضع الجماهير الآن قيمة أكبر على الحياة لا يضاهيها الشرف الممنوح من الموت فى الحرب، وهكذا كونت الجماهير رأيا ً عاما ً ضد الحروب وهذا سيجعل أي قائد يتخذ قرارا ً بالحرب فى موضع يهدده بفقدان المكانة لا اكتسابها.

ربما يبدو هذا صحيحا ً فى الجماهير التي تتصف بهذه الصفات فعلا ً، ولكنه ليس صحيحا ً فى جماهير لا تزال تؤمن بالله وبحياة الآخرة، بل و مدفوعة بآراء فقهية وتأويلات تجعل من خوضهم هذه الحروب عملا ً مقدسا ً وشرفا ً إلهيا ً لا يعادله أي شرف على الأرض. وهو ما ينطبق على داعش حاليا ً.

ربما قصد الكاتب أن تيار العلمنة هذا سينسحب بمرور الزمن على الجماهير بأكملها بما فيها جماهير داعش مثلا ً (وهو احتمال يتزايد باستمرار ممارسات مثل ممارسات داعش) فيصح عليها هذا الجدال أيضا ً، ولكنه – فيما أرى- احتمالا ً مهما تزايد سيبقى فى نطاق غير المتوقع بسبب عدة اختلافات جوهرية بين طبيعة وبناء دين مثل الدين المسيحي ودين مثل الدين الإسلامي.

هذا مثال على مشكلة الكتاب بالنسبة لي وهي أن نموذج التوقعات بشأن مستقبل الحرب مفصل تفصيلا ً على الواقع الأوروبي والأمريكي وظواهره بشكل سيكون من المحتمل جدا ً أن يفشل هذا النموذج فى تقديم توقعات صحيحة بشأن كيان له واقع مغاير لهذين الواقعَين.